قال: تركت دعاء القنوت عدة مرات وتقبلها المصلون
الشيخ ياسر الدوسري: الصراخ والعويل في الصلاة خروج عن المشروع
عبد العزيز العصيمي – سبق – الرياض: عرف بصوته العذب الشجي في تلاوة القرآن الكريم، واكتظاظ جامع الدخيل بحي الشهداء بالمصلين خلفه في صلاة التراويح، فمنهم من يأتي من أحياء مختلفة ليصلوا خلفه، واكتسب خلال 16 عاماً شهرة واسعة وصار له جمهوره الذي يسعى إليه، إنه الشيخ ياسر الدوسري إمام جامع الدخيل، وفي حواره مع "سبق" يحكي قصته مع الإمامة، وكيف كانت البدايات، ويتحدث عن الإطالة في صلاة التراويح، ودعاء القنوت والبكاء والعويل، ومن يخرجون عن الخشوع في الصلاة وعلاقته بجماعة المسجد والجيران.. وفيما يأتي نص الحوار:
* متى بدأتم إمامة المصلين للتراويح في رمضان؟
- البداية في الإمامة كانت بفضل الله في عام 1416هـ، والانطلاقة من مسجد الخليفي.
* وهل تنقلتم بين أكثر من مسجد؟
- تنقلت في الإمامة بين عدة مساجد، إلى أن استقر بي الحال منذ سبع سنوات في جامع الدخيل بحي الشهداء.
* كم عدد الركعات التي تصلي بها التراويح؟ وهل هناك توافق مع جماعة المسجد حولها أم كان خيارك كإمام؟
- أصلي التراويح في العشرين الأولى من رمضان إحدى عشرة ركعة وفي العشر الأواخر أصلي ثلاث عشرة ركعة، تسليمتان أول الليل وثلاث تسليمات مع الشفع والوتر آخر الليل.
وعلاقتي بجماعة المسجد بفضل الله توافق طيب، وانسجام رائع، سواء فيما يتعلق بصلاة التراويح أو غيرها.
* كيف توفق بين حاجة المصلين إلى الإطالة في التراويح؛ لأننا في شهر صيام وقيام وبين حالة بعض المرضى وكبار السن في عدم الإطالة؟
- بالنسبة للإطالة في الصلاة فأنا أعتبر من الأئمة المتوسطين من حيث وقت صلاة التراويح، وأذكر أن سماحة الشيخ بن باز - رحمه الله - سئل عن بعض الأئمة الذين لا يطيلون في الصلاة؛ فأجاب الشيخ رحمه الله بأن وجود اختلاف بين الأئمة من حيث طول الصلاة من قصرها، هو ظاهرة صحية حيث يعطي للناس عدة خيارات يختارون ما يتناسب مع كل منهم مع وقته وظروفه.
* البكاء في صلاة التراويح والتأثر بآيات النار والعويل وارتفاع الصوت، كيف يضبط الإمام هذه الحالات التي قد تؤثر على الخشوع؟
- إذا كان البكاء في الصلاة في حدود المشروع فهذا مطلب ومحمود، وعلامة خير في الإنسان نسأل الله أن يرزقنا قلوباً خاشعة وعيناً باكية. أما الذين يخرجون عن الضوابط الشرعية بأن ترتفع أصواتهم أو يصرخون فهذا مخالف للشرع ولاسيما إذا كان بإرادة الإنسان، وتكون معالجة ذلك في الجامع الذي أصلي فيه، من خلال التوجيه اللطيف والأسلوب الحسن بعد الصلاة.
* هل تحرص على أن يقف خلفك حفاظ للفتح عليك إذا أخطأت أو نسيت؟ وهل تختار أناساً محدّدين؟
- احرص تماماً على أن يقف في الصف خلفي حفاظ لكتاب الله فهذا مطلب للقيام بالصلاة على أكمل وجه، وأنا بدوري قد كلفت أحد الأشخاص ليقوم بهذه المهمة.
* كم من الوقت الذي تستغرقه صلاة التراويح؟ وهل تراعي من لديهم أعمال، ويريدون الجمع بين إتمام الصلاة كلها، والذهاب إلى أعمالهم؟
- صلاة العشاء والتراويح تستغرق قرابة ساعة ونصف، وأنا كما قلت آنفا متوسط في مدة الصلاة، وهذا التوسط يناسب أناساً ولا يناسب آخرين فلكل ظروفه.
* هل فكرت أن تترك دعاء الوتر؛ ليعرف الناس أنه ليس لازماً؟ وكيف كان ردّ الفعل؟
- حصل مني عدة مرات أن تركت دعاء القنوات في بعض أيام شهر رمضان، أما ردة الفعل فأرى أن الناس قد أصبح لديهم وعي بهذه المسألة وأن كثيراً من الأئمة يفعلون ذلك.
* كم يستغرق دعاء القنوت؟
- دعاء القنوت يستغرق مني في معظم الأيام قرابة عشر دقائق.
* وما الأدعية التي تحرص على الدعاء بها؟
- أحرص في دعاء القنوت على اختيار الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عيه وسلم، وقبل ذلك الأدعية الواردة في القرآن، أما مسألة الدعاء عامة على غير المسلمين، فهذا من الاعتدال في الدعاء كما نص على ذلك أهل العلم.
* ألا يحرجك زحام بعض المصلين للجيران وأنت إمام للمسجد؟ وهل أنت توجّه المصلين بعدم زحام جيران الجامع الذي تصلي فيه؟
- كثيراً ما يحرجني زحام المصلين ووقوف سياراتهم أمام المنازل المجاورة والمحيطة بالمسجد، وفي كل عام أقوم بتنبيه المصلين على مراعاة ذلك وعدم توقيف سياراتهم أمام منازل الجيران، وبلاشك تقع بعض التصرفات الفردية الخاطئة.. ولتلافي هذه الأخطاء فقد يسر الله التنسيق مع مرور الرياض لتنظيم حركة السير في المنطقة المحيطة بالجامع، وتوجيه الناس في عملية إيقاف سياراتهم قبل الصلاة.
الجمعة أغسطس 19, 2011 6:30 am